بورتريـــــــــــه:عــــم علــــــي بن ســـــــــالم:يوسفي... يترأس البرلمان اليوم

02 ديسمبر 2014 | 11:15

هو رمز من رموز النضال... الميداني..
لا هو ظاهرة كلامية ولا يسوّق الأفكار الثورية... بل هو يمارس قناعاته في الاستقلال التام ونبذ الاستعمار..
عمّ علي بن سالم، كما دأب على تسميته كل المناضلين.. والحقوقيين .. قاوم الاستعمار الفرنسي المباشر... وناضل ضد نظام بورقيبة ورفض خياراته.. وترأس بصفته شيخ المعذبين في سجون نظام بورقيبة، فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
رمز من رموز اليوسفية، من الذين بقوا على عهدهم للخيار اليوسفي، او لخيار الأمانة العامة للحزب الحرّ الدستوري الجديد.. رافضا وكل الكوكبة اليوسفية، التدرّج نحو الاستقلال..
يرأس ودادية قدماء المقاومين، وعرف بمعارضته لنظامي بورقيبة وبن علي..
منتديات ومؤتمرات فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تعرفه.. وأوساط منظمات مكافحة التعذيب تعرفه... من خلال قصة من قصصه..
تعرّض لتعذيب منقطع النظير إبان الخلاف الذي تحول الى فتنة وانتقام بمجرد أن حصل شق الديوان السياسي في حزب الدستور على السلطة آخر الخمسينات من القرن الماضي.
لم ينتظر أحد ليقنعه بالدفاع عن بنزرت في 1962.. ولم ينتظر وعظا ولا إرشادا للدفاع عن أرض تونس، عبر الكفاح المسلّح...
ولد شيخ المناضلين يوم الخامس عشر من جوان سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة وألف... ودخل معركة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي قبل بلوغه سن العشرين بأشهر..
سوف يحمل علي بن سالم الشاب المعارك المسلّحة التي اندلعت ضد الاستعمار الفرنسي عبر تراب تونس، جبالا ومنحدرات وأودية.
يوم 13 جانفي 1952 خمسة أيام قبل انطلاق الثورة التونسية يوم 18 جانفي من نفس السنة ليكون في الصفوف الأمامية للثوار المناضلين بالسلاح ضد الاستعمار الفرنسي الذي قتل التونسيين بدم بارد.. شأنه في ذلك شأن كل أشكال الاستعمار التي عرفتها الانسانية..
عم علي بن سالم، يترأس اليوم مجلس النواب وله شرف العمر وشرف النضال في أن يكافئه أبناء تونس الذين انتخبوه انتخابا مباشرا، بصفته يوسفيا لم يتبدّل تبديلا ومستقلا على رأس قائمة بنزرت لحزب نداء تونس.
بنزرت المنطلق.. وهي نفس بنزرت المنتهى والهدف... من آخر نقطة في الجنوب التونسي الى آخر نقطة في شمالها، عمل المناضل علي بن سالم على صيانة وحدة البلاد... واستقلالها... فما كان منه إلا أن جعل منزله في بنزرت هو مقر فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان...
كان في سنوات الجمر التي عانى منها الحقوقيون.. يمثّل جذوة الصمود ضد الاستبداد... وكان نبراس الشباب من أجل أن يواصل معركته ضد الدكتاتورية...
لم يخفت صوته أبدا... فكلّما حانت الفرصة الا وتكلم... وبعد الثورة في 2011، وفي أول خروج للصوت اليوسفي في العلن تحدث عمّ علي بن سالم في ندوة لإحياء ذكرى اغتيال المناضل صالح بن يوسف، فصحح التاريخ علنا.. وتحدث عن العذاب والتعذيب الذي ناله ورفاقه في الماضي البعيد.. وحجم الحجر ومحاولات اخفات صوت الحقوقيين مثله ومثل رفاقه في الماضي القريب...
باسم النضال والعذاب... ونبذا للتعذيب وتوقا للحرية لكل شعب تونس، سوف يدعو عميد المناضلين كل تونس الى الوحدة من أجل قدّ مستقبل تونس...
ينبذ الفرقة.. ويصحح التاريخ، ويقول كلمة الحق ولا يخشى لومة لائم... صريح كحد السيف... لا يتوانى في كشف أحداث التاريخ من أجل أن تتصالح تونس مع ذاتها...
لا يقبل ان يُستعمل تاريخ تونس النضالي والكفاحي من قبل الوافدين... او من قبل من يريد ان يستعير له تاريخا... وهو يقول إن الاحداث التاريخية هي ملك للتاريخ... والتاريخ منصف وعادل بالضرورة... وان التاريخ لا يباع ولا يشترى ولا يُستعار... فكل له نصيبه من وزر التاريخ وآماله...
عمّ علي بن سالم يعتلي اليوم أعلى كرسي السلطة التشريعية ليكشف للتونسيين ان أهداف ثورة جانفي 1911، وجانفي 1952 وجانفي 2014... قابلة للتحقيق... وليبيّن كذلك ان الصمود على الفكرة والتمسك بالمبدإ.. أمر ممكن في تونس...
وأن التونسيين القابضين على الجمر... هم الأغلبية.. وليسوا أقلية...
يترأس عم علي بن سالم أول برلمان تونسي منتخب انتخابا حرا ومباشرا.. ليربط بذلك آمال تونس في التحرر والكرامة والاستقلال... في قرن من الزمن